إذا كنت في إسطنبول وموجهاً نظرك نحو القسم الآسيوي من المدينة، وتساءلت عن المساحة الخضراء التي تمتد على طرف الجسر المعلق ويتوسطها العلم التركي، أو كنت تقطع البوسفور في إحدى الجولات ورأيت تلك المساحة فإليك الجواب؛ إنها حدائق أوتاغ أو كما يقال عنا في التركية أوتاتبه (Otağtepe) وتعني تلة أوتاغ. وهي عبارة عن مساحات شاسعة من الخضار الممتد على طرف جسر السلطان محمد الفاتح بإطلالة ساحرة على المضيق والطرف الأوروبي للمدينة.
أخذت التلة إسمها منذ أيام السلطان بايزيد، وبقيت حتى هذا اليوم تسمى كذلك. وهي كلمة عثمانية قديمة بمعنى الفسطاط، أي البيت المبني من الشَعر. ويقال إن السلطان العثماني خيم فيها في أيام حصاره للقسطنطينية. وتمتد على مساحة 152.000م2 عند طرف الجسر المعلق الثاني، جسر السلطان محمد الفاتح.
ويمتد في الحديقة ممر للمشي والركض بطول 10.000م تحيط به المساحات الخضراء من كل جانب مزروعة بالزنبق والورد الجوري والكستناء والزيزفون والزنبق. ومنذ إفتتاحها عام 1996م زرع فيها الوقف الذي عمل على إنشائها وتدشينها 1700 شجرة 5000 شجيرة 1500 شجيرة.
في مدخل الحديقة ترى تمثالاً لأحد الشخصيات التركية الخيرية (وهبي كوتش). وقد كان وهبي مدير الوقف الذي عمل على إعادة افتتاح الحديقة وتدشينها، وبكل تأكيد يعد المنظر الذي تطل عليه الحديقة من أجمل المشاهد لإسطنبول وأكثرها سعة وامتداداً، فالحديقة تشرف على قلعة روملي حصار ومنطقة أورتاكوي والعديد من القصور التي تقع في الطرف الأوروبي.